المواطن يتقشف
المشهد العراقي - عماد مهدي التميمي
الفقر في الوطن غربة والمال في الغربة وطن..نعم انها مقولة ماثورة عن سيدنا الامام علي عليه السلام ففي ظل العراق الجديد ما بعد 2003 يعيش المواطن في ازمات تلو الازمات في جميع مرافق الحياة التي اثقلت من كاهل المواطن ولاسيما الازمات المالية والتي اصبحت تكبد المواطن حياته فمن خلال اجراءات وزراة الصحة الاخيرة حول رفع الدعم عن تقديم الخدمات الطبية المجانية و اجور العلاج للمواطن في مستشفياتها فاصبحت اليوم تفرض مبالغ اجور العلاج والفحوصات الاخرى التي باتت عبئ على المواطن وتحمله ما لايطيق و باتت ثقل على المواطن الذي لا يستطيع ان يسد نفقات العيش الذي يطمح له اضافة الى اجور الكهرباء من خلال دفع المواطن اجور المولدات واجور الكهرباء اللا وطنية لغرض تغطية نفقات فساد المسؤولين وسرقاتهم وسد العجز بسبب فساد القائمين على تلك المؤسسات وهدر للمبالغ المخصصة لانهاء الازمة فلم يلتمس المواطن حلا جذريا لاي مشكلة .. ولسان حال المواطن يتسائل اين ذهبت الاموال ؟؟؟
والحلول دائما تاتي عن طريق حكومة الازمات لسد العجزالمالي في الميزانية واهمها خصم نسبة من رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية وما يقابله من هدر وصرف نفقات في عقد مؤتمرات التي ترصد لها مبالغ بالمليارات يعطي مؤشر وسابق انذار الى التخبط الحكومي الحاصل في ادارة الازمات بالبلدفهل نحن بحاجة لمثل هذه المؤتمرات في ضل الازمة المالية ام مجرد فتح باب من ابواب الفساد لتغطية السرقة المنظمة للمال العام ؟؟ومثل هذه المؤتمرات لا يلتمس المواطن شيئا منها سوى مقررات حبر على ورق
فهل علاج المشكلة يكمن في خلق مشكلة اخرى ..؟؟؟؟ علما ان تشخيص المواطن تكمن من خلال اجراءات الترشيق في نفقات الرئات الثلاث وصرفيات عمل المهرجانات و المؤتمرات فمتى نستفاد من تجربة الغرب في معالجة الازمات المالية ؟؟ ومتى تشكل خلية ازمة حقيقية تكون قادرة و مسؤلة عن اخراج العراق من هذا المأزق؟؟ وما زالت ملفات الفساد تفتح على مصراعيها من خلال اللجان المسؤولة عن كشف ملفات الفساد و من خلال الاعلام الحر ولكن لا نلتمس اي اجراء من قبل القضاء او اي محاولة لاسترداد الاموال وهناك من يطرح حلول غير مدروسة من خلال منح اجازة من غير راتب للموظف لغرض سد العجز ومنهم من يقترح فرض اجور ضريبة عالية ومنهم من يقترح فرض تكاليف للعلاج في المستشفيات الحكومية و القائمة تطول لهذه الحلول الغير معقولة التي تمس المواطن ولا تمس المسؤول..فبات المواطن يعيش غريبا في وطنه الذي ولد فيه وشرب من نهري دجلة والفرات وقدم التضحيات لرفعته ... فهل يعقل ان نجد حلا جذريا من طبقة فاشلة من السياسين الغيرقادرين على ادارة البلاد وهل غاب العقلاء و الخبراء لحل مثل هذه الازمات في البلد ام ان اسناد الامر الى غير اهله والرجل غير المناسب في المكان غير المناسب... وكما قيل لو خليت قلبت؟؟