النجف الأشرف مدينة العلم والفقه وإهمال الخدمات
عبد الحمزة السلمان
مدينة النجف الأشرف.. من المدن العراقية المهمة, تشرف أهلها بكرم الباري, لوجود مرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), ومراقد لأنبياء وأولياء صالحين, ومسجد الكوفة ومسجد السهلة, وعدد كبير من المزارات والمراقد الشريفة, المنتشرة في ضواحيها. عزز أهميتها وزاد مكانتها, كونها مقراً للحوزة العلمية الشريفة, ومكاتب كبار علمائها, وطلاب العلوم الاسلامية, ممن لهم الفضل في نشر العلوم, مما جعلها مركزا للإشعاع الفكري والثقافي الإسلامي, وميزها عن باقي المحافظات الأخرى. أهمية هذه المدينة الشريفة؛ جعلها مدينة سياحية دينية, يتوافد إليها الزائرون, من داخل البلد ومن خارجه, من شتى أنحاء العالم, لغرض الزيارة أو طلب العلم, لذا هي من المدن السياحية الدينية الكبرى, ومرتكز اهتمام جميع شيعة العالم .
كل ما سبق من مواصفات, فرض أن يكون للمدينة خصوصية لتكون أجواؤها إيمانية خالصة, لقدسيتها لأنها مدينة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام), ولي كل مسلم ومسلمة, ويجب الاهتمام الكبير بالجوانب الدينية والأخلاقية والأدبية والثقافية.
تتعرض النجف الاشرف لهجمة منظمة, مخطط لها وممنهجة, لزرع اخلاق وطباع, واختلاق طبيعة مجتمعية جديدة, بعولمة إعلامية أمريكية, تسعى لنشر الثقافة الغربية, لتغيير أخلاقيات وقدسية هذه المدينة الشريفة, لجذب شبابها وأبنائها نحو المغريات, التي هي بعيدة عن معطيات الدين الإسلامي, والتي تشجعها السياسات الخاطئة, لبعض الساسة وذوي النفوذ وقادة الرأي فيها.
أسم مدينة النجف الأشرف, لا يتطابق لما نراه على أرض الواقع, لوضوح الإهمال الحاصل فيها, لعدم النظافة ووعورة شوارعها وما يعاني روادها وزائروها, من عدم توفر ابسط متطلبات الراحة لهم وجشع الباعة المحيطين بالمرقد الشريف.
عند النظر إلى المحيط الخارجي, للمرقد الشريف, يتبادر لك أنها مدينة مهجورة, وليس ضمن سيطرة الدولة, أو الحكومة المحلية, لافتقارها لأبسط الخدمات, وانتشار الكرفانات والباعة المتجولين بصورة عشوائية مزاجية مما يعيق حركة الزائرين في الأيام المزدحمة .
هنا تختلط الأسباب والخلافات, لإيجاد الحلول السليمة, لحل هذه المشكلة, والأشد إيلاما, أن الجميع بحالة صمت, وأكثرهم يدعون خدام مدينة أمير المؤمنين, هذه الشعارات والمقطوعات الإنشائية, التي يرددها البعض من ذوي الشأن, عارية عن الصحة, ومكشوفة للجميع .
تطلب هذا ا الواقع المرير, الذي تعيشه المدينة, تقديم حلول سريعة, وتصحيح ما فاتنا من أخطاء ومعالجة للسلبيات, لإظهار النجف بالمظهر الحقيقي الذي يليق بها أمام العالم, ليصح حقا ان يقال علينا اننا ابناؤها, وإلا ستلعننا أرضها ومن يرقد فيها.