كاظم الغيظ كم نحن بحاجة لهذه الصفة اليوم

بواسطة عدد القراءات : 6222
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

عبدالرضا الساعدي 

 حياة الأئمة وسيرتهم وسلوكهم ، دروس ومدارس كاملة يمكن النهل منها عميقا للتغيير والتصحيح ودرء ما فسد في هذه الأرض .
ونحن نعيش هذه الأيام الأليمة والبليغة  بمناسبة استشهاد سابع أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام)موسى بن جعفر الملقّب ب(الكاظم ) وذلك ( لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون ، لم يبد لأحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه، ويقول ( ابن الأثير: (إنه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالإحسان.
 
كم نحن بحاجة لهذه الصفة اليوم ونحن نسمع أحيانا عن تخاصم وتقاتل الأخوة والعشائر في عدد من المحافظات ، ولأسباب تافهة لا تستوجب النزاعات والخلافات الدموية أبدا ، لا سيما عند بعض أهلنا في المحافظات التي تتخذ من أئمتنا الأطهار ( عليهم السلام ) أبوابا للحوائج ، ومن بينهم هذا الإمام الصابر كرمز من الرموز الإسلامية والإنسانية العظيمة .
 
هذه الصفة التي يحملها سيدنا الإمام الكاظم ، هي درس بليغ لأهل العقل والحكمة يجب الاقتياد بها والتمسك بجوهرها ونحن نقطع الطريق الطويل والشاق والمحفوف بالمخاطر الإرهابية ، باتجاه حضرته المباركة الكريمة.. 
كما يحمل هذا الإمام النبيل لقب (الأمين) من بين الألقاب العديدة التي يستحقها وتليق به ؛  ( فكل ما للفظ الأمانة من معنى قد مثل في شخصيته العظيمة ، فقد كان أمينا على شؤون الدين وأحكامه، وأميناً على أمور المسلمين وقد حاز هذا اللقب كما حازه جده الرسول الأعظم من قبل، ونال به ثقة الناس جميعاً).
 
وهي صفة أخرى نحتاج لها في ظل أوضاعنا وظروفنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المستقرة ، بل يحتاجها الكثير من السياسيين الذين يتولون أمور الناس والبلاد ، وغيرهم من العناوين الأخرى .. فالأمانة ،كصفة أخلاقية وإنسانية ، أصبحت عملة نادرة لدى هؤلاء ، مما يعني التخلي عن ثقة الشعب بهم والتخلي عن تحمل هذا الثقل الكبير في بناء البلد وإصلاحه ، بل العكس تماما هو ما يحصل نتيجة هذا الإفلاس الأخلاقي والإنساني لدى المسؤولين الذين لا يبالون بقضايا الشعب وحاجاتهم وحتى أرواحهم .
لقد استهدف الطغاة وأعوانهم ،  الإمام الكاظم (ع ) ، وهو مقيد ومحبوس في (طامورة ) منسية ، لأنه كان يخيفهم بصبره و بورعه وخلقه وأمانته وصدقه وعزة نفسه وزهده ، مثلما يُستهدف اليوم محبوه ومناصروه وزائروه ، من قبل المجرمين الإرهابيين الذين يحاربون هذا النهج الأخلاقي والإنساني العظيم ، لأهداف بعيدة وخبيثة أهمها : أن نصبح أمما متخاصمة متناحرة وضعيفة ومنقسمة أيضا كي نكون لقمة سائغة للأعداء ، وعلى رأسها الصهيونية ومن يساندها من العملاء والأذناب المجاورين وغير المجاورين لهذا البلد الطيب .. العراق.

 

 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha
  • أرسل إلى صديق أرسل إلى صديق
  • نسخة للطباعة نسخة للطباعة
  • نص عادي نص عادي
أخر الإضافات
استقبل اليوم رئيس ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي نقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ نريد اللامي
السيد دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يزور محافظة النجف الاشرف ويفتتح محطة كهرباء العباسية الفرعية
الرضوية تثقل كاهل المواطن بلا رحمة
وزير المالية تستقبل نقيب الصحفيين لبحث دعم التعاون الإعلامي
تحت شعار ( بيعة الغدير رمز الإنسانية والعطاء)
صرخات هتاف البيعة تقترن بالتنديد على العدوان الأسرائيلي
من مكة المكرمة.. الحجاج العراقيون يشيدون بعمل هيئة الحج والعمرة
القنصل التركي يزور مقر نقابة الصحفيين العراقيين فرع النجف الأشرف
نفذ فريق منارة النجف التطوعي ندوه بعنوان الرقي المجتمعي قرار ذاتي لصنع التغير من خلال مشاركتك في الانتخابات
نقابة الصحفيين العراقيين المقر العام تجري اختبار الكفائات
قسم شؤون المرأة في ديوان محافظة النجف الأشرف يقيم دورة حول دور المرأة في القيادة والمشاركة في الانتخابات
جامعة الكوفة تعقد ورشة عمل حول استراتيجيات النجاح في الدفاع المعماري
(URAP) جامعة الكوفة تحقق تتقدمًا ملحوظًا في تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات لعام 2025
جامعة الكوفة تحقق المركزين الأول والثالث في جائزة الإبداع والتميز
نقيب الصحفيين العراقيين يلتقي وزير الاعمار و الاسكان والبلديات لبحث آليات بناء مساكن للصحفيين في بغداد