لبنان الدواء للأغنياء فقط
إذا نظرت إلى وجوه اللبنانيين تشعر بحجم القلق والخوف اللذين باتا يتملكانهم بعد صدور لوائح الأسعار الجديدة للأدوية وحليب الأطفال بكل أنواعها المدعومة منها وغير المدعومة، مسجلة نسب ارتفاع مخيفة تتفاوت بين 10 في المئة و800 في المئة، حتى أصبحت رؤية شخص يسأل في إحدى الصيدليات عن سعر دواء ويخرج خائبا ذليلا من دونه أسوأ ما يمكن أن تشاهده.
تداعيات الأزمة المالية وصلت إلى صحة اللبناني، مهددة حياته. تقول سيدة ستينية لـ القبس، وهي تحمل وصفة طبية تتضمن دواءين لترقق العظام وضغط الدم: «سيجعلوننا نصرخ حتى نموت وجعا وقهرا.. أن يصبح الدواء من الكماليات التي نحلم بشرائها فهذه جريمة»، عارضة فاتورة لدواء ارتفع سعره من 18 ألف ليرة إلى 126 ألفاً.
رفع الدعم طال بصورة خاصة أدوية الأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم والكوليسترول وترقق العظام، وهذه أدوية مستدامة لا يمكن للمريض أن يهملها. وفي هذا السياق، تعرض فاطمة فرحات لائحة بالأدوية التي يحتاجها والدها شهرياً، وتحسب الأسعار فتأتي المحصلة 988 ألف ليرة. وتقول لـ القبس: بهذا المبلغ أصبح والدي يعمل ليشتري دواءه.. بهذه الكلفة سنضطر للتحول إلى الدواء الإيراني أو السوري لأنه أقل ثمناً