بطولات خلف الكواليس بسواعد عمليات طبابة الحشد الشعبي

المشهد العراقي / ندى عبد الرضا

لا يخفى على عراقي من شمال البلاد حتى جنوبها ما يخوضه ابطال القوات الامنية من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي من بطولات عظيمة وما يقدموه من تضحيات كبيرة لحماية سكان المناطق المغتصبة في صلاح الدين والانبار وديالى وتحريرها من دنس الارهابيين الذين عاثوا ولازالوا يعيثون في الارض الفساد".

ارهاب اودى بحياة الآلاف من المواطنين بين شيبة وشباب ، نساء ورجال ، اطفال وشيوخ، فلم تأخذهم في الله لومة لائم وهم يسفكون الدماء لتتخضب الارض بمسك العراقيين ممن لاذنب لهم سوى انهم من ارض الفراتين".

تقدمت القوات الامنية خلال ما مضى من زمان قريب في الكثير من المناطق الساخنة لترفع فيها العلم العراقي معلنة تحريرها من الارهابيين والقضاء على المجرمين فيها ، ابتداء من ديالى الصامدة وامرلي مرورا بصلاح الدين وبيجي لتواصل مسيرتها في الفلوجة وما يتبعها من مدن الانبار الواسعة ، لكن ! السؤال هنا : الم تقدم هذه القوات تضحيات من الشهداء والجرحى؟ كيف يتم علاج المصابين ، اين تؤخذ جثث الشهداء ؟ هل يواصل الجريح قتاله ؟ ام انه يُترك في ساحة المعركة مخضبا بدمائه الطاهرة؟ مسألة يبدو ان الكثير غفل عن ابطالها , فلم يتطرق احد يوما الى القوات الخفية أو المتخافية التي تساند ابطال الحشد الشعبي لتكون سندا لهم ، وشريان الحياة الذي يمدهم بما يحتاجوه من مؤونة طبية وغذاء.

عمليات طبابة الحشد الشعبي هي مديرية ولدت بعد احداث الموصل بايام معلنة وقوفها جنبا الى جنب مع الحشد الشعبي لتتكفل بمعظم احتياجاتهم الدوائية وعلاج الجرحى اثناء المعركة ليواصلوا قتالهم

وقال الدكتور احمد الكناني مدير عمليات طبابة الحشد الشعبي في حديث خاص :" ان قسم عمليات الطبابة لا يعتبر حديث العهد لانه متواجد حتى قبل تشكيل الحشد الشعبي حيث كان يساند القوات الامنية الا ان دوره لم يكن بارزا بل ولا يزال كذلك بسبب غياب دور الاعلام في تغطية بطولاته".

واضاف" يتمثل دور عمليات طبابة الحشد الشعبي في الدخول الى ساحة المعركة وعلاج المصابين من المقاتلين وتزويدهم بالادوية اللازمة وحتى الدم في ذات المكان ثم متابعة القتال ، مضيفا " ان المنتسبين يؤدون دور الجندي والطبيب في آن واحد فتارة يعالج واخرى يقاتل وهو يحمي اخاه المصاب".

وبين" تقوم عمليات طبابة الحشد الشعبي بنصب مستشفيات موقعية في الاماكن التي تشهد قتالا صعبا واخرها كان في بيجي حيث تم نصب كرفانات من الساندويج بنل عازلة للحرارة متضمنة جميع المستلزمات الضرورية لعلاج المصاب من ادوية واجهزة طبية وسديات وحتى برادات الدم".

وتابع الكناني" ان العمليات الاخيرة تضمنت وجود 12 طبيبا لعلاج الجرحى في المستشفى التي تم نصبها اخذوا على عاتقهم تقديم الخدمة الطبية العاجلة لتضميد جراح المصابين لحين نقلهم الى بغداد او اقرب مستشفى رسمي".

عمليات طبابة الحشد الشعبي كان لها الدور القوي والمميز في انجاح الكثير من المعارك التي حقق بها ابناء الحشد الشعبي والقوات الامنية انتصارات يشاد بها وهم يدكون اوكار الارهاب لتطهير المناطق من دنس المجرمين فلا يخفى على احد ان المعارك تستنزف الكثير من الدماء بين صديق وعدو ولابد من يد رحيمة تعالج المصابين باسرع وقت والا وقع الجريح اسيرا بيد الاعداء او انه يستمر في نزف دمائه منتظرا وصول سيارات الاسعاف ’ هذا ان وصلت اساسا".

من جهته قال احد المنتسبين ضمن عمليات طبابة الحشد الشعبي في حديث خاص :" وقفنا صفا واحد الى جانب ابطال الحشد الشعبي وهم يخوضون معاركهم ضد الارهاب وكان اشرسها حتى الان عمليات تحرير بيجي والمصفى بسبب طمع الارهابيين بها وتمركزهم القوي فيها الا اننا استطعنا وبعون الله تحريرها من جرذانهم".

وتابع " تمثل دورنا آنيا في انشاء مستشفى ميداني ضمن موقع انطلاق عمليات تحرير بيجي حيث قمنا بأكمال نصب الكرفانات مزودينها بكافة الاحتياجات الدوائية "، مضيفا" اننا تلقينا العديد من الشهداء والجرحى خلال هذه العمليات وقمنا بأسعافهم بما يسمى ( العلاج المؤقت) لحين نقلهم الى المستشفيات لتلقي العلاج الكامل او مواصلة القتال كلٌ حسب حالته (نردله الروح) حسب تعبيره".

اما الشهداء فقد بين المنتسب انه يتم وضعهم في برادات خاصة للجثث اعدت لهذا الغرض حيث يحمل كل براد اربعة من الشهداء يتم ايداعهم فيها ثم نقلهم الى بغداد".

لكل مقاتل دوره في اعادة المجد لبلاده فمنهم الجندي ومنهم القائد بينهم الامي والمتعلم ، العدو لا يعرف الرحمة ويجب ان يجابه بمثلها من قسوة القلب ، ابطال عمليات طبابة الحشد الشعبي سطروا اشرف المواقف وهم يعالجون ويقاتلون الى جانب اخوانهم في سوح القتال ضد من عصابات الضلال الاجرامية".