حروب النفط.. حينما يكون الذهب سلاحا
…
المشهد العراقي / ايمان عبد الملك
النفط أو الذهب الاسود هبه الله لأمتنا العربية .، التي حولتها مطامع الاشرار الى وباء مستشري هدموا بها أحلامنا من خلال اجنداتهم المستهدفة لثرواتنا مما أثّر سلبا"على عدم استقرار المنطقة
وقهر شعوبها التي لا ذنب لها ، الا ارض حباها الله بالخيرات والكنوز المتعددة الالوان والمميزات ،ويعّد البترول من أهم الأسلحة العربية التي تحمي اقتصادها وفرض وجودها فيما بين الدول
ولكن الذي حصل هو عكس المنطق من حيث قيام الدول الغربية باستعمار المنطقة واستخدام خيراتها بالشكل الامثل لحماية مصالحهم والدفاع عن اوطانهم وشعوبهم ، من خلال تكريس الطائفية
وزرع التفرقة والتجزئة فيما بين المجتمع الواحد ، فضلا عن تشتت اهداف الحكومات وتوجهاتهم التي اسهمت بتغليب المصالح الخاصة على العامة بعيدا" عن التكاتف والمحبة والوحدة والتماسك
بين الأخوة العرب في الاقل بمعناها الاقتصادي والاجتماعي ، مما جعلهم مشتتين بصورة سهلت معها تنفيذ اجندات المستعمر ، الذي حول المنطقة والحكام الى ادوات تنفذ سياساته وتقهر شعوبه
حد الاستضعاف ونهب الخيرات والسيطرة على المقدرات، لاسيما النفطية منها ومشتقاتها الشهيرة الثمينة التي تسمى بالذهب الاسود...لذلك نجد الحروب المتكررة في بلداننا العربية والمؤامرات
والاستنزاف المستمر لكنوزها والتي عادة ما يدفع ثمنها المواطن من أمنه واستقراره ، نتيجة سيطرة الدول الكبرى على نفط بلاده . فمنذ الحربين الكونية مطلع ومنتصف القرن الماضي ، اخذ
الاستعمار يستخدم سياسات النفط لصالحهم ، خاصة عندما كانت بريطانيا تمتلك 48% من اسهم شركات العراق،لتنتقل الافادة من بعد الحرب العالمية الثانية لصالح الولايات المتحدة الاميركية
بنسبة 60% من انتاج النفط العربي ، بصورة جعلهم متحكمين متنفذين حتى بنظم المنطقة وطريقة ادارتها وتسمية حكامها ، تحت عنوان ( حماية مصالحهم الحيوية في المنطقة التي يعد النفط
اهمها) . منذ سنوات طويلة وبعد ظهور النفط مباشرة والحاجة الماسة للطاقة ومصادرها وتامين انسيابيتها للغرب المهيمن نجد بان سلاح النفط يستخدم لهزيمة دول دون الاخرى ، ويتحكم
باسعاره وان جاء تحت اشراف منظمات اوبك او غيرها ، التي على ما يبدوا لا تخرج عن اطار المصالح الغربية القادرة على تعطيلها وتشتيتها. كما ان الغرب المستعمر ربط اقتصاديات الشعوب
بوارداتهم الاستهلاكية من البضائع بأثمان باهضة ، بصورة اصبح فيها انخفاض سعر البترول يؤثر على المنطقة ككل ، لا سيما وان الاجندات الغربية تعيش تحت صناعة الازمات وديمومة
حروب المنطقة لتؤدي الى اخطار واضطرابات اقتصادية واجتماعية جمة . فاذا دققنا نجد بأن البترول يمثل العمود الفقري لانتاج الطاقة التي تعتمد عليها الحياة الانسانية ، برغم ايجاد بدائل
أخرى ، الا انه يبقى الهاجس الاول لدى الدول الكبرى ، خاصة عندما يستبدلوا نفطنا بأسلحتهم المدمرة لتكون بلادنا ساحة حرب ومعارك وصراعات عسكرية ، تتحول بعدها الى حرب مدمرة
كما حصل في حروب 1972والخليج الاولى والثانية والثالثة ، مع ما نراه الان من حروب مستعمرة مهلكة لمنطقتنا مستنزفة لخيراتنا ، تحت عنوان مكافحة الارهاب الذي هم خلقوه ومكنوه
ببعض الدول والمناطق والمنابع. بالنهاية لا يسعنا الا القول بأن التطور الذي ظهر في السنوات الأخيرة واكتشاف النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا ، ولد خوفا مسيطرا على شركة
"اوبيك " التي بدأت بزيادة انتاج هذا النفط تحسبا" لما يشكل من تهديد لمستقبل الطلب على النفط الخام ونهاية العصر الذهبي للمستفيدين في المنطقة......