الصحافة الاقتصادية والواقع
المشهد العراقي / ماجد فاضل
المال والاقتصاد عالم واسع وله تشعباته .والصحافة ألاقتصادية مرهونة بوضع البلد الاقتصادي . وعلينا دعمها حتى يتسنى لنا معرفة الكثير مما حولنا عن هذا العالم . ومن اجل النهوض بالصحافة الاقتصادية علينا دراسة اسباب تدهورها ووضع الحلول لها من خلال توعية الشعب العراقي الى التصدى لواقع اقتصادي اشبه بالميت سريريا ,وبعد ان كان العراق مصدرا لاكثر منتجاته اصبح اليوم اكبر مستورد في العالم , ومن وجه نظري ان اعتماد العراق على النفط فقط سيحول العراق الى دولة مستهلكة وليست منتجة , اذن علينا بدعم المشاريع الصغيرة وهو اضعف الايمان , لتعود الصناعة الى سابق عهدها كصناعة البطاريات والمواد الكهربائية والغذائية , وعليه يجب اصدار مطبوع اقتصادي رصين ويعمل الى جلب خبراء الاقتصاد في الكتابة دون مجاملة وبجرأة لكي يصل الصوت الى القاصي والداني. تدرب معظم الصحافيين على تغطية الحوادث السياسية، والمؤسسات الاكاديمية العراقية تهتم بتهيئة مخرجاتها لتكون قادرة على مواكبة الخبر السياسي او الاجتماعي، إلا أن أحدا منهم ليس على استعداد أن يحفظ عن ظهر قلب أسماء جميع أعضاء منظمة أوبك مثلا؟ او حتى اسم رئيس البنك الدولي؟مصطلحات مثل التضخم الاقتصادي، الرأس مال الرسمي، السندات المالية الحكومية والخاصة، معدلات فوائد الإقراض وفهم العلاقة بين المخاطرة والمكافأة، مصارف التوفير، صناديق الاستثمار في أسواق المال، أقساط التأمين التقاعدية السنوية. وطبعا ماذا تعني بالضبط زيادة مؤشر طوكيو أو نيويورك. كلها آفاق لابد للصحافة المدنية أن تعيها، وتتفهمها، وألا تكون مثل ناقل المعرفة الجاهل بها. لا شك في أن الصحافة المهتمة بالشؤون الاقتصادية والتجارية هي مطلب وطني لأية دولة تسعى إلى أن يطلق عليها دولة مواكبة للمنظومة الاقتصادية العالمية. كما أن دخول الاستثمارات الدولية إلى أية دولة من دون وجود صحافة وأجهزة مجتمعية قادرة على التعامل معها وتفعيل نجاحاتها هو مطب مجتمعي له آثاره السيئة.ان الاعلام الاقتصادي يمكن ان يكون شريكا في تحقيق التنمية من خلال دوره في توضيح المعلومة للمستثمر وتسليط الضوء على الواقع.والتأكيد على ضرورة عدم اقتصار دور الاعلام الاقتصادي على التغطية الموسمية والمعالجات غير المتعمقة للقضايا الاقتصادية، بل يجب ان يقوم بدوره كشريك في دعم الخطط والبرامج. وان تتمتع وسائل الاعلام في العراق بحرية كاملة تمكنها من رسم خطط فعالة.والتشديد على ان يكون في المقابل معايير وضوابط لضمان الشفافية والدقة في نقل الاخبار والمعلومات سواء المتعلقة بالقطاع العام او الخاص وتحسين مناخ الاستثمار. وكذلك ضرورة الحضور الفاعل للصحافة الاقتصادية المتخصصة القادرة على تقديم رسالة اعلامية هادفة تحقق البعد الاقتصادي والتنموي في سياستها الاعلامية.ونأمل بان يسلط الاعلام الضوء على التحديات التي تواجه الصحافة الاقتصادية والخروج برؤية واضحة وحلول مناسبة للنهوض بالصحافة الاقتصادية وتطوير رسالتها لتواكب التطورات والحراك الاقتصادي القائم. تجدر الاشارة الى ان مسؤولين دعوا المؤسسات الإعلامية الى مزيد من الاهتمام بالإعلام الاقتصادي من خلال إنشاء أقسام مختصة به وافراد مساحات خاصة ومنتظمة للتغطية الصحفية الاقتصادية.