الحشد ينهمك في معارك بيجي ويرابط قرب الفلوجة بعد إبعاده عن تحرير الرمادي
وكالة المشهد العراقي الاخبارية / متابعة
ترابط فصائل الحشد الشعبي في محيط الرمادي والفلوجة وصولاً الى الكرمة وعامرية الفلوجة بعد أن تبدلت وجهة معارك الانبار، بضغوط اميركية، باتجاه الرمادي بدلاً عن الفلوجة التي احكم الطوق حولها قبل ثلاثة أشهر.
ويتمركز الحشد في مناطق قريبة من الفلوجة، التي كان يدافع عن فكرته بأولوية الهجوم عليها حتى آخر لحظة. ولم تغادر قوات الحشد محيط الفلوجة حتى الآن، ويتحدث عن قرب بدء معركة تحرير المدينة التي توصف بأنها "رأس الافعى" لجهة سيطرة داعش عليها.
وتباينت التصريحات حول انسحاب قوات الحشد الشعبي من قاعدة الحبانية بعد تزايد اعداد القوات الاميركية التي قبلت بتقاسم المنشأة العسكرية مع المتطوعين الذين تنظر لهم بعين الريبة.
لكن قيادياً في منظمة بدر، أبرز الفصائل المقاتلة ضمن الحشد الشعبي، يعزو انسحابهم من الحبانية الى "زيادة التدخل الاميركي في سير المعارك"، فيما تؤكد فصائل اخرى تواجدها في الرمادي "ولكن بأعداد قليلة" لانشغالها بمعارك بيجي.
أين يقاتل الحشد؟
أصدر الحشد الشعبي بياناً، قبل يومين، بالتزامن مع انباء التقدم العسكري في الرمادي، ذكر أن "الحشد قد تقدم بعمق 2 كيلو متر الى مركز المدينة" التي سقطت بيد "داعش" في أيار الماضي.
ويقول النائب احمد الاسدي، المتحدث بإسم الحشد في اتصال مع (المدى) إن "حشد الانبار وهو من يقاتل في الرمادي"، مشيراً الى انها "قوات تابعة الى هيئة الحشد الشعبي وتتسلم رواتبها واسلحتها من الدائرة الحكومية المعنية بشؤون المتطوعين في القتال ضد "داعش".
لكن الأسدي ينوّه الى أن "الحشد القادم من خارج المحافظة يتواجد في المحور الشرقي والغربي والجنوبي ولم يغب أبداً عن المعارك"، مؤكداً أن "الآلاف من قوات الحشد متواجدون في مناطق الصقلاوية والحبانية والكرمة".
وكان الحشد قد عد تغيير وجهة المعارك، في حزيران الماضي، من الفلوجة الى الرمادي بأنه "مناورة عسكرية جيدة"، مؤكداً أن "كل الجبهات مفتوحة ومتوقعة للهجوم على داعش".
وأطلق هادي العامري، ابرز قيادات الحشد الشعبي، في 10 حزيران الماضي، تحذيراً لأهالي الفلوجة بضرورة مغادرة المدينة قبل انطلاق العمليات العسكرية، لكنه أكد حينها أنه "يضحي بعنصر المباغتة لدواعي انسانية".
أميركا وخلط الأوراق
وفي السياق ذاته، يقول معين الكاظمي، القيادي في منظمة بدر، إن "الحشد يتواجد على مشارف الفلوجة"، مبيناً أنه "عندما تغيرت خطة الحرب من الفلوجة الى الرمادي لم يستطع الحشد الانتقال الى الوجهة الجديدة وبقي في مواقعه".
ويضيف الكاظمي لـ(المدى) أن "الحشد حين وجد ان القوات الاميركية قد بدأت تدخل بشكل واضح في العملية العسكرية، في الرمادي، انسحب من معسكر الحبانية الذي اصبح بعد ذلك مركزاً لتواجد هذه القوات".
وتابع القيادي في منظمة بدر قائلاً إن "الحشد يصر على عدم الحاجة لقوات اميركية أو روسية وإن بإمكانه بالتعاون مع الجيش العراقي تحرير الانبار"، متوقعاً أن "يقوم الحشد بهجوم قريب على الفلوجة لتحريرها من داعش".
وكان محمد ناجي، النائب عن بدر، قال لـ(المدى)، في وقت سابق، إن "اميركا جعلتنا متفرجين لمدة شهر في تكريت ومنعتنا من الدخول وهي دائماً تخلط الاوراق وتتدخل عند وصول الحشد الى مناطق مهمة". وأكد النائب عن بدر، أن "المستشارين الاميركان ضغطوا على رئيس الحكومة في معارك الانبار لتغيير وجهة الحرب الى الرمادي"، كما "منعوا الحشد من اقتحام الفلوجة ودفعوه للتوجه الى الرمادي ثم قالوا عليكم تحرير بيجي والموصل".
الانشغال بمعارك بيجي
بدوره يؤكد حسن الساري، المسؤول عن سرايا الجهاد أحد تشكيلات الحشد والمتواجدة في مناطق قرب الفلوجة، يقول لـ(المدى)، إن "اعداداً قليلة من الحشد مازالت متواجدة في المحور الجنوبي للرمادي".
ويعزو الساري الأمر الى "انشغال الحشد بالتحشيد لمعركة كبيرة في بيجي"، لكنه يؤكد "استمرار مسك الأرض في مناطق الكرمة وتحرير بلدات مهمة في منطقة الثرثار شمال شرق الرمادي".
ويضيف القيادي في المجلس الأعلى الاسلامي أن "لامانع في مشاركة الحشد في عمليات الرمادي إذا طلب الجيش المساندة أو قرر العبادي ذلك"، لافتاً الى أن "الحشد مازال يطوق الفلوجة وبأن معنويات مسلحي داعش في تراجع كبير".
وذكر بيان للحشد الشعبي الاسبوع الماضي أن "قوات سرايا الجهاد وفي ضوء معلومات استخباراتية دمرت مقر القيادة لداعش، وقتلت من فيه بعد قصفه بصواريخ جهاد/2 في منطقة السجر شمال الفلوجة".
المصدر المدى بريس