مؤتمر باريس للمناخ.. تقويض لسمعة العراق وفضائح بروتوكولية واقتصادية

المشهد العراقي/ داود الشمري

اتخذت قضية مشاركة الوفد العراقي ( 86 شخصا) في مؤتمر باريس للمناخ 2015، انتقادا واسعا بين الاواسط المحلية والعربية، لعدم قيامه بالقضايا التي تساهم في رفع المستوى الدبلوماسي لجمهورية العراق على الرغم من انها جزءا من الصراع القائم في منطقة الشرق الاوسط بين الدول الكبرى، فضلا عن ان العراق من اكثر دول العالم يشهد مناخه تراجعا كبيرا منذ الحرب الامريكية عام 2003.

وفي ضل الازمة المالية التي تعصف البلاد كشف، الصحفي المقيم في باريس سيف الخياط، ان " وفد العراق الممثل برئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي يشارك في قمة المناخ العالمية بباريس 2015، يفشل في كل شيء، ويتسبب بإحراجات للعراق لا مثيل لها في تاريخ الدبلوماسية في العالم".

الخياط اكد ان " الوفد العراقي برئاسة معصوم ضم وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ومستشاري الرئيس ويتكون من 86 شخصا في وقت يمر فيه العراق بحالة تقشف في حين ان الدولة المضيفة توافق على 5 مرافقين للرئيس فقط".

واوضح الخياط ان " الوفد ترك فنادق فرنسا المحصنة من التجسس او غيره واستأجر فندقا قطريا وسط باريس مكلّفا الميزانية ربع مليون يورو ومن دون أية احترازات استخبارية او أمنية".

في السياق ذاته كشف، الخياط الذي يقيم في باريس منذ اكثر من ثلاث اعوام، ان " الجانب الفرنسي خصص سيارات خاصة بكل موكب، الا ان السفارة العراقية لم تجهز علما عراقيا لكي يوضع على السيارة فدخلت سيارة الرئيس الى المؤتمر بدون علم بعد ذلك"، مبينا ان " من المشاكل الاخرى ان كريمة الرئيس ومستشارته السيدة جوان معصوم اصرت على الجلوس قرب والدها في السيارة، في حين ان إلبروتوكول خصص المقعد لوزير الخارجية، اضافة الى شروط الإجراءات الأمنية".

من جانبه قال عثو لجنة الصحة والبيئة النيابية العراقية النائب عبد الهادي السعداوي لـ( المشهد العراقي) إن "عقد المؤتمر في باريس يعد من المحافل الدولية المهمة في العالم"، موضحا أن "المؤتمر يوفر فرصة للكثير من الدول من أجل أن تعرض تأثير الحروب على المناخ والبيئة، خاصة ما حدث في العراق وسوريا واستخدام عصابات داعش للمواد المتفجرة والكيماوية بأعمالها الإرهابية التي أثرت على المناخ".

ويرى السعداوي، أن "العراق يفترض أن يكون له دور اكبر بهذا الموضوع وحضور قوي في مثل هكذا مؤتمرات"، معتبراً أن "حضور رئيس الجمهورية للمؤتمر دون وجود مختصين عراقيين من وزارة الصحة والبيئة بالقضايا البيئة والمناخ، يعد شيئا سلبياً".

وأوضح السعداوي، أن "حضور المختصين في مثل هكذا مؤتمرات، يتيح إمكانية تسليط الضوء على المناطق الملوثة في العراق، والتي باتت تشكل رقع واسعة ملوثة بيئياً".

وقال المحلل السياسي والناشد المدني مصطفى سعدون لـ( المشهد العراقي) ان " العراق وضع نفسه بموقف محرج امام الاخرين، ولم يكن هناك استقبال مشرف للوفد العراق من قبل الدولة المستضيفة"، مبينا ان "دول العالم لم تقدر العراق لكونه بلد يعتبر من البلدان الاكثر تراجعا ولا يمتلك المقومات الدبلوماسية والاقتصادية والامنية".

واضاف ان " السياسيين العراقيين منقسمين فيما بينهم منهم من يتعاون مع دول خليجية ومنهم من يجعل نفسه اداة بيد الغرب او الشرق وهذا يعطي صورة للعالم اننا بلد بدون سيادة وعملاء وبالتالي يكون استقبالنا من بين الدول لا همية له، لكون الدول تبحث عن مصالحا مع الدول القوية عسكريا واقتصاديا وماليا".

وانطلقت رسميا فعاليات أكبر مؤتمر دولي حول المناخ في باريس بحضور 150 رئيس دولة وحكومة على أمل التوصل إلى "اتفاق تاريخي" للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحفاظ على الأراضي الرطبة، وهي مناسبة العراق أحوج ما يكون لها من أجل كسب الدعم لتحسين بيئته المنهكة وإنعاش الأهوار التي يهددها الجفاف، إلا أن المشاركة "خجولة" بغياب وزارة البيئة العراقية، بحسب المختصين.